السلام عليكم ورحمة الله
اكتب اليكي سيدتي لتبحثي معي عن حل فأنا سيدة متزوجة وعندي أبناء صغار توفيت امي الغاليه منذ عام رحمه الله عليها وبقي والدي بعدها وحيدا انا لي اختين بنات متزوجات ايضا واخ متزوج مع ابي في نفس البيت ولكن في شقه منفصله وهو شديد العقوق لابي هو وزوجته وكذلك كان شديد العقوق الي امي التي ماتت من الحزن والغم بسبب معاملته لها هو وزوجته حتي انه كانت تمر الايام والاسابيع دون ان يراهم الي صدفه في الشارع او علي السلالم مثلا وإذا طلبو منه أن يودهم او حتي يبص عليهم ينهرهم ولا يعني بكلامهم شيء..
المهم سيدتي بعد وفاة امي بقي ابي وحيدا طاعنا في السن و انا واخواتي نذهب له كل يوم نعد له الطعام وننظف له البيت والملابس ونعطيه العلاج وعندما يمرض نظل بجانبه دون ان يفعل اخي العاق سامحه الله اي شيء لأبي حتي السؤال وابي يشعر بالوحده كثيرا ويرفض ان يعيش مع واحده مننا ويرفض الزواج ايضا فهو يريد اي واحده منا ان تعيش معه او تظل معه طول الوقت وطبعا هذا لا يمكن لاننا متزوجات ولدينا بيوت وازواج، لذلك فهو دايما حزين ومهموم بالرغم اننا نذهب اليه ونرسل أولادنا أيضا للاطمئنان عليه ونتصل به باستمرار ولكنه بعد حزينا نحن نريد ان نبره ونجعله سعيد وكلمنا اخي مرات عديده ان يبر ابوه وان يسال عليه او حتي ياكل معه وجبة واحدة في الأسبوع وان يتعظ بعد موت امي دون جدوي، حتي اولاده وزوجته لا يروه وكانه ليس علي قيد الحياه وهذا اشد ما يحزن ابي لانه يحب ان يري احفاده فاخبريني ماذا نفعل؟
(الرد)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
رحم الله والدتكم وبارك في والدكم وجزاكن الله خيراً أنت وأخواتك البنات على حرصكن على بر والديكن..
حبيبتى، عقوق أخيك لهو ابتلاء كبير يصيبه ويضر به هو أولاً، فأمره محزن جدا للقلوب لأنه حتماً كما تدين تدان، عافانا الله وإياكم جميعاً من شر العقوق..
ولكن ليس عليكم أنت وأخواتك بمشاركة أزواجكن سوى أن تخاطبوا الأخ بالحسنى دائما لترقيق قلبه على والده، ولا تملوا من تذكيره بأيات الله تعالى وسنة نبيه الكريم عن فضل البر بالوالدين، وقصكم عليه قصص تحمل العبرة والعظة للبر والعقوق معاً..
تقربوا منه قدر المستطاع حتى لا يجد نفسه وحيداً ويقع فريسة لزوجة أنانية أو لهوى نفس أمارة بالسوء أو لشيطان من شياطين الإنس أو الجن والعياذ بالله، قد يصور له أن والده أصبح ثقلاً وهماً عليه هو وأبناءه، فدائماً حاوطوا أخاكن بالنصح والحب والاحتواء وتليين القلب وتوعيته إلى أنه هو من يحتاج إلى رضا الله تعالى برضا والدكم عنه..
ثم عليكم بالدعاء الدائم له بصلاح الأحوال والهداية والتقوى..مع استمراركم في بر والدكم أنتن وأبنائكن قدر المستطاع، دون أن تضعوا في اعتباركم حاجتكم لأخ حى يرزق !!!، فلا تنتظروا منه خدمات لوالدكم، وكأنه مثلاً مهاجراً عن الوطن، وهذا حتى لا تتأزمن نفسياً أنت وأخواتك البنات وولا هذا لوالدكم أيضاً، وعلى كل واحدة منكن أن تجتهد وتنافس الأخري في بر والدكن، وبقدر المستطاع تلازموه يومياً، فيمكنكم مثلاً تقسيم الوقت بينكم جميعا بنات وأحفاد كبار، بحيث يبيت معه أحدكم يوماً كل عدة أيام، طالما أمر قبول الوالد دعوتكم للإقامة معكم أمر صعب على نفسه، فعلينا أن نراعي أن كبار السن يرتبطون ارتباطا وثيقا بأماكن معيشتهم وأمر صعب على أنفسهم أن يشعرون بأنهم قد أثقلوا على أى شخص حتى ولو كانوا أبنائهم وبناتهم.. أسأل الله العلى القدير أن يهدِ أخيكم عليكم جميعاً، وأن يبركن أبنائكم كما تبرون والدكم و والدتكن بعد وفاتها بالدعاء لها، وأعانكن على هذا البر الجميل وعوضكن خيراً، وأن يعافينا وإياكم وكل من يقرأ من شر العقوق