دكتورة أميمة
سؤال لى خاصة وفي العموم: لماذا تُصر بعض الفتيات و النساء حال تقدم لهن رجل متزوج أن تُعلم زوجته الأولى و أبناءه كشرط للقبول بالزواج؟! على الرغم أنه ليس حراما عدم إعلام الأولى..
فأنا مثلا متزوج من زوجة محترمة أحبها ولى منها ٣ بنات، تعرفت على زميلة لى جميلة جدا وتعلقت بها وأحببتها، وهى كذلك أحبتنى، عرضت عليها الزواج، فوافقت ولكن بشرط إعلام زوجتى ولأنها لم يسبق لها الزواج تريد أيضا أن أعمل لها حفل زواج، المشكلة ليست في التكاليف المادية، فأنا ولله الحمد ميسور وأستطيع عمل فرح و الإنفاق على البيتين، ولكنى أخشي على مشاعر زوجتى ولا أريد إعلامها بزواجي حتى لا تطلب الطلاق و حفاظا على بناتى، أما العروس الجديدة تصر على إعلام زوجتى وبناتى و تضغط على بشتى الطرق، فكيف أقنعها بالموافقة بدون إعلام زوجتى حفاظا على كيان أسرتى؟ وخاصة أن العروس من محافظة أخرى فإن تزوجتها فمن الصعب أن زوجتى الأولى تعرف إلا إذا أعلمتها أنا، كما أننى أثق بأني سأقدر على العدل بينهما.
وشكرا
(الرد)
على الرغم من أنه شرعًا ليس شرطًا إعلام الزوجة الأولى بإقدام زوجها على الزواج من أخرى لصحة عقد هذا الزواج، إلا أن إعلام الزوجة الأولى بهذا، له من الأهمية أكثر بكثير مما سأذكره:
ففي الواقع أن الزوجة الثانية من حقها أن تكون زوجة في النور والعلن و أن تضمن حقوقها كذلك هى و أبنائها بدون مشاكل مستقبلية، كما أنها تريد أن تثق بأن من سترتبط به رجلا بحق و سوف يعدل بينهما بحق الله و عندما نوى أن يعدد، كان بالفعل لشرع الله و أن القوامة فعليًا ستكون له و معه..وقتها ستأمن هى وأهلها على نفسها معه و أنه سيستطيع حمايتها من جور أى شخص من أهله أو أهل زوجته الأولى أو أبناءه إن كانوا كبار..و هى بذلك تتقي شر أى صدامات أو صراعات بينها و بين أى أطراف أخرى تنتسب لهذا الزوج..
و هذا غالبا لن يتحقق إلا إذا كان الرجل قادرا على المواجهة و اتخاذ القرار بدون هدم أسرته الأولى بسبب بناء أخر، وهنا ستثق تماما الزوجة الأخرى بأنها ليست نزوة أو أنها ستكون معلقة على ذمته بكلمة من زوجته الأولى أو أبناءه منها، أو علاقته مع الأولى لو كانت هناك مشاركات مادية، أو أى تأثير خارجى أو أنها تحت تجربة إن لم يستقر ويرتاح معها فسوف يطلقها وكأن شيئا لم يكن وبالطبع وقتها لن يخسر أسرته الأولى..
فالرجل الحقيقي هو من لم يَجبُن من المواجهة واتخاذ القرار السليم واحتواء الموقف برمته بفطنة وشهامة، فإن استطاع لذلك سبيلا فحتما و بعون الله تعالى سيكون قادرا على القوامة والعدل قدر المستطاع و سوف يوفقه الله تعالى لذلك.