التعدد بين شرط العدل ونفي القدرة عليه..ما الحكمة من الاختلاف بين الأيات؟!

فضيلة الشيخ أحمد.. عندما أباح الله تعدد الزوجات إشترط العدل فى آية وفى آية أخرى نفى القدرة عليه وقال” ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ..” كيف ذلك ؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد . إن الله تبارك وتعالى أباح تعدد الزوجات فقال ” وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3) ” النساء . فظن الصحابة أن العدل المقصود هو العدل الكامل فى كل شئ وكان ذلك أشبه بالمستحيل فأراد الحق تبارك وتعالى أن يبين العدل المطلوب وهو العدل المستطاع فقال ” وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (129) النساء . فبين الحق سبحانه أن المطلوب هو ( فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ) هذا هو المطلوب . ولهذا قال الشيخ شلتوت شيخ الازهر السابق رحمه الله فى كتابه الاسلام عقيدة وشريعة فى باب تعدد الزوجات . انه لو أرد الله بهذه آيه إستحالة العدل الذى أمر به لكن هذا عبث والله تبارك وتعالى منزه عنه . فكيف يبيح أمر ويشترط له العدل ثم يقول بأن هذا العدل مستحيل .. ولهذا فالمطلوب من المسلم عند قدرته على تعدد الزوجات هو العدل المستطاع وليس العدل المستحيل .

شاهد أيضاً

استطاعة الحج..ماهي؟!

فضيلة الشيخ أحمد ما معنى الإستطاعة فى الحج ؟؟ (الفتوي) الحمدلله والصلاة والسلام على رسول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *